مولده

ولد عليه الصلاة والسلام في صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل، في عشيرة بني هاشم، وأسماه جدّه عبد المطلب بمحمد، وهو مشتق من الحمد ومبالغة فيه.

طفولته

 توفي والده صلى الله عليه وسلم قبل مولده، كفله جدّه عبد المطلب، واعتنى به أشد عناية وكان رحيماً به، فأرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، ثم دفع به إلى حليمة السعدية، وأمضى سنواته الأولى تحت رعايتها، وكان عليه السلام بركة عليها وعلى أهلها، ثمّ رجع إلى أمه في مكة وتربّى في أحضانها حتى توفيت وهو ابن ست سنين، فكفله جده عبد المطلب، وكان عطوفاً عليه ومحباً له، ثم توفي جده وهو ابن ثماني سنين، فكفله عمّه أبو طالب، وقدمه على أولاده، واعتنى به، وحماه.

اشتغاله برعي الغنم، ثم التجارة

عمل الرسول صلّى الله عليه وسلّم ومن سبقه من الأنبياء في رعي الأغنام، وكان ذلك في سن مبكرة منذ بلغ الثامنة حتى الخامسة عشر من عمره، ثم بدأ يشتغل مثل غالبية أهل مكة بالتجارة،

كانت أول رحلة يخرج فيها الرسول صلّى الله عليه وسلّم في التجارة الى الشام، عندما كان عمره تسع سنوات، فطلب من عمه مرافقته، فوافق وأخذه معه، وعندما أصبح شاباً قوياً، وبلغ عُمره العشرين، شاركه في التجارة رجلاً اسمه السائب، حيث كان يقول عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: نعم الشريك لا يُداري ولا يُماري.

اشتهر الرسول -صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة، حتى وصفته قريش بالصادق الأمين، وكان في مكة سيدة أرملة اسمها خديجة بنت خويلد، تزوجت اثنين من سادة قريش، ثم ماتا عنها، فكانت أكثر النساء جمالاً ومالاً، ولإدارة تجارتها الكبيرة كانت تستأجر الرجال عن طريق المضاربة، أي تجعل لهم نسبة من الربح يتفقون عليها، كان أكثر ما يهمها هو البحث عن رجل أمين يحافظ على مالها، فسمعت عن الصادق الأمين، فأرسلت إليه، ثم عرضت عليه أن يخرج بتجارتها إلى اليمن، فوافق الرسول صلّى الله عليه وسلّم على عرضها، وخرج ثلاثة مرات بتجارتها إلى اليمن، وكان معه ميسرة -وهو غلام عبد عند خديجة- في كل رحلة تجارية،

 فأحب ميسرة النبي صلّى الله عليه وسلّم من مواقفه لما عرف من حسن أخلاقه، وكان يحدّث سيدته خديجة عن ذلك، فوجدت في مالها البركة التي لم تجدها من قبل.

بعد عودة الرسول -صلى الله عليه وسلم من الشام- لم ينقطع عن التجارة، حيث كان يتاجر في أسواق مكة القريبة، مثل: سوق عكاظ، حيث لم تكن التجارة غايته إلا من أجل قوت يومه

. العبرة من عمل الرسول في التجارة كان عمل الرسول صلّى الله عليه وسلّم في التجارة بداية مهمة في صقل شخصيته وتميزه بالمرونة؛

حصل النبي صلّى الله عليه وسلّم من هذه التجارة على فوائد عظيمة لم تقتصر على الأجر، حيث مر بالمدينة المنورة التي هاجر إليها، وكانت مركز دعوته، والبلاد التي فتحها ونشر فيها دينه فيما بعد، وأيضاً كانت سبباً في زواجه صلّى الله عليه وسلّم من السيدة خديجة -رضى الله عنها-.
عرضت عليه الزواج، وكانت في عمر الأربعين وصلى الله عليه وسلم في عمر الخامسة والعشرين، وقد ولدت له رضي الله عنها ستة من الأولاد هم: القاسم، عبد الله، زينب، رقية، أم كلثوم، وفاطمة.  

نبوته ونزول الوحي في غار حراء

عندما بلغ من العمر أربعين سنةً، وكان أول ما بدء به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الوحي الرؤيا الصالحة فى النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي غار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد – الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع الى خديجة فتزوّده لمثلها, حتى فجأه الحق وهو فى غار حراء فجاءه الملك فيه فقال: إقرأ, فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -, فقلت: ما أنا بقارئ, قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: إقرأ, فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: إقرأ فقلت: ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: ( إقرأ بإسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم ) فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني, فزملوه حتى ذهب  عنه الروع, فقال: يا خديجة مالي, فأخبرها الخبر, وقال قد خشيت علىّ فقالت له: كلا, أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا: إنك لتصل الرحم, وتصدق الحديث وتحمل الكلّ, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق, ثم إنطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل , وهو ابن عم خديجة  وكان امرؤ تنصر فى الجاهلية, وكان شيخا كبيرا قد عمى, فقالت له خديجة: أي ابن عم اسمع من ابن أخيك, فقال ورقة: ابن أخي ما ترى ؟ فأخبره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما رآه, فقال ورقة بن نوفل: هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك, فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم ؟ قال ورقة: نعم, لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي, وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا, ثم لم ينشب ورقة أن توفي, وفتر الوحي ).